Monday, 26 July 2010

لثــــــــــــــــــــــم الأثــــداء



إقرار وشهـــادة بنبوة المصطفى المحمود محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وبرسالته الخاتمة إلى الثقلين ، فهذا ديني وعليه معتقدي ، وأشهد أنه المعصوم من بين بني البشر كما عصم الله جل علاه أنبياءه ورسله وخصهم بذلك حتى يبلغوا رسالته دون زيادة أو نقص وليس للتفوق دون بقية البشر بذكاء أو سواه ، وعصمتهم كانت في هذا الأمر وهو البلاغ .


أما من سواهم من الناس وإن جلت مكانتهم وعظمت رتبتهم في العلم أو المكانة فليسوا موضع العصمة وكلامهم يؤخذ منه ويرد عليهم ، وهو دين أدين به كما هي عقيدة أهل السنة والجماعة.


ورضاع الكبير هو نص في السنة المطهرة جاء في سياق الأبناء بالتبني وما كان لهم من مزايا تصلهم بما لم يتصل به دم أو نسب قبل التشريع الإسلامي ، فجاء الإسلام ليمحو كل ما التبس حتى لايدوم ويستمر ، كما قال تعالى"ادعوهم لآبائهم" فحرم عليهم مايحل لأبناء الدم وما التحق بنسب ، وأبقى لهم أن يوصى لهم من الإرث حتى الثلث والثلث كثير.


والحديث عن قصة سالم مولى أبي حذيفة وأمه سهلة ، فمراده أنه ابنها وربيبها وابن أبي حذيفة رضي الله عنهم بالفراش ، ولا يعرف له أب ، فدعي "سالم مولى أبي حذيفة" وليس مثل زيد بن حارثة ، لأن أهله وعشيرته تُعرف ودعي لأبيه حارثة بعد أن كان يدعى زيد بن محمد.


فلما قارب سالم سن البلوغ وهو لايزال صغيرا كره أبو حذيفة أن لايحتجب عن زوجته مما يحتجب عنه غير الولد من الصغار ، فحدثت سهلة النبي وهو يعلم سنه وشانه مع أمه وأبيه فإذن لها بإرضاعه حتى ينجلي بذلك ماتخضرم بين العهدين.


وكنّ نساء النبي يهبن هذا الأمر ، ولهن من الأقارب من ناهز سن الرضاع وليس بمحرم ولم يرضعنه حتى يبقى لهن محرم إذا بلغ ، كل ذلك مما يدل على الخصوصية لسالم ، وإلا فهن أولى به من غيرهم لو صح ما يتداوله بعض طلبة العلم اليوم.


وإن كانت المناهج المختلفة لطلبة العلم في الترجيح واستنباط الأحكام هي التي فرضت على بعضهم قبول بعض الآراء مثل حجية النص وعدم ثبوت الخصوصية في المسألة ، فهي لاتنطبق على مقولة "إرضاع الكبير الذي تجاوز البلوغ" ومايتندر به البعض عن لثم الأثداء للزميلات في العمل أو غيره وغدت دعابة لا تصح من مسلم على السنة النبوية المطهرة ، وليست مقصد العلماء في اختلافهم إلا من صرح برأي سفيه فقد انتقص من مكانة نفسه فنسف هيبته وجلاله.


وأما مايدور من استهزاء بالقائلين بتلك المقولة من جواز إرضاع للكبير البالغ سواء في الإعلام الغربي أو سواه ، فهو أمر من الشأن الإعلامي الساخر على الغريب من الأقوال ويستحق أن يسخر به ، ويأتي ضمن اختلاف التوجهات السياسية وتصيد الأخطاء على الأخصام ، وعسى أن يبوء بإثمه من أثار اللبس واللغط وحسبه الله.


وددت مشاركتكم بالتوضيح في هذه المسالة حتى لا يستهان بالنص ولا بالصحابة رضوان الله عليهم أجمعين سادتنا الأبرار الذين صحبوا السيد المختار صلى الله عليه وسلم وعلى آله الطيبين الأخيار أزكى الصلاة وأتم التسليم.


نفعنا الله وإياكم بما علمنا ،،،،

الخميس 8 يوليو تموز 2010

No comments: