Sunday 24 November 2013

آفاق استراتيجيات الدبلوماسية العربية


لاشك أن من أسباب انبلاج #الربيع_العربي هو الفشل السياسي وتراجع الأداء الحكومي في دول المنطقة العربية ، مما مهد لإيران تحقيق المزيد من المكاسب لاستراتيجيات الدبلوماسية الإيرانية في الحد من نجاحات وطموحات الشعوب في المنطقة العربية وخيبة آمالها في همومها وهويتها . يبدو أن أهم محاور هذه الاستراتيجيات ترتكز على المحاور التالية حسب مايظهر من تحليلي المتواضع :


أولا: ابتكرت أنواع متعددة من التحرش أولها التحرش باسرائيل وتهديدها ثم التحرش في تطوير المشروع النووي ، وذلك لخلق جو عام من الإرباك المستمر لإرغام كبار اللاعبين الدوليين للتفاوض معها على مناطق النفوذ والهيمنة السياسية والجغرافية لوجستيا .


ثانيا: استفادت من الفراغ السياسي في المنطقة للتغلغل في عدد من دول المنطقة لتوسيع مساحة هذا الفراغ عبر التلاعب في فعالية الموالين لها التركيبة السكانية لتلك الدول وللمزيد من زعزعة الاستقرار في دول المنطقة .


ثالثا:تسليح الأقليات وإثارة الطامعين في النفوذ والسلطة تحت غطاء المذهب الشيعي.


رابعا:الترويج لنظرية ولاية الفقهاء وإضعاف ولاية الإمام المنتظر عند الشيعة العرب لكسب الولاء الروحي والتضامن مع مخططاهتها ومشاريعها .


بهذه الاستراتيجيات تمكنت الدبلوماسية الإيرانية من خلط الأوراق والتلاعب بالملفات المفتوحة في المنطقة العربية بشكل ضمن لها التفوق النوعي الذي أتاح لها تخطي السياسات العربية وتجاهل كل دول منطقة الشرق الأوسط بمافيها تركيا وباكستان ودول الخليج ، والعمل مع القوى العظمى مباشرة إما بإطار التعاون والتحالف كروسيا والصين أو بإطار التفاوض على الموضوع النووي وأمن اسرائيل مع حلف الأطلسي، فتحققت لها مكاسب كبرى بالسيطرة على مقاليد السياسة في العراق وتدعيم التطهير العرقي ودولة المليشيات ، وتقوم الآن بالتفاوض مع الدول العظمى لاختيار نظام موالي بديل للحليف القديم في سوريا للاحتفاظ بالمكتسبات القديمة.


أعتقد أن هذه القراءة المبسطة تجيب على التساؤل المطروح "لماذا لم تنجح الدبلوماسية العربية في حقن دماء السوريين؟" حيث أن المشروع العربي يتعامل مع مفردات المشروع الإيراني الذي لايزال "يقتات ويحقق مكاسب من الفراغ السياسي" في المنطقة العربية التي فشلت في تكوين تكتلات ذات شأن بدء من مجلس التعاون وانتهاء بجامعة الدول العربية.


لكن يبدو أن هناك ملامح لتحولات استراتيجية في الدبلوماسية السعودية التي يظهر أنها يئست من أمل ولادة هذه التكتلات ، وبدأت تتبنى بناء المؤسسة والكيان بالشكل الذي يعكس التفاعل الفاعل مع التحديات الحاضرة التي تولدت بعد الثورة الإيرانية وليس إيران الشاه ، وربما أن الدبلوماسية السعودية التي سعت لوقت طويل لتفادي المواجهة والتصادم مع إيران الثورة حسب الخط الدائم للدبلوماسية السعودية المسالمة والداعية للتقريب والتعايش بدلا عن المواجهات والتصادم يتضح لها اليوم أنه شر لا بد منه وربما لن يظهر بالشكل المنافي للقيم الأساسية للدبلوماسية السعودية بل سيظهر في شكل المزيد من النشاط الدبلوماسي وطرح المشاريع الأكثر طموحا وتحديا للمشروع التوسعي الإيراني الدموي ، ربما ظهرت هذه الملامح في رفض الانضمام لمجلس الأمن وارتفاع لهجة المطالبة في تطوير وإصلاح المؤسسة الدولية (هيئة الأمم المتحدة) وخصوصا عدد الأعضاء الدائمي العضوية فيها وقد نرى المزيد من هذه الملامح في الغد القريب.

No comments: